سجلت شحنات الهواتف الذكية ذات العلامات التجارية الأجنبية، بما في ذلك آيفون من أبل، في الصين، انخفاضاً بنسبة 21% على أساس سنوي لتبلغ 4.4 مليون وحدة في يناير، وذلك وفقاً لحسابات “رويترز” المستندة إلى بيانات أكاديمية الصين لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويعكس هذا التراجع، الأداء الضعيف لشركة أبل، كونها اللاعب الأجنبي الأبرز في السوق الصينية.
كما أظهرت البيانات أن إجمالي مبيعات الهواتف الذكية في الصين انخفض بنسبة 14.3% في يناير، ليصل إلى 27 مليون وحدة، في ظل تحديات اقتصادية وتقلبات في الطلب على الأجهزة الذكية.
وفي هذا السياق، قال الخبير في التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، أيمن البناو، إن تراجع مبيعات الهواتف النقالة يعود إلى سببين رئيسيين وهما الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وبداية نهاية العصر الذهبي للهواتف النقالة.
وأضاف البناو أن الحرب التجارية تسببت في ارتفاع تكلفة المكونات بسبب الرسوم الجمركية واضطراب سلاسل التوريد، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الهواتف على المستهلكين. وأن كلا الطرفين اتخذ إجراءات تقييدية، مثل تحقيقات مكافحة الاحتكار وقيود التصدير، مما أثر سلبًا على الشركات العاملة في هذا القطاع.
اقرا ايضا: الولايات المتحدة تخزن 600 مليون كيلوغرام جبنة في كهوف تحت الأرض
وأوضح أن الولايات المتحدة قد تكون الخاسر الأكبر في هذه المرحلة، حيث يمثل السوق الصيني 15% أو أكثر من مبيعات أبل، بينما حصة الشركات الصينية في السوق الأميركي محدودة.
وتوقع أن تلجأ “أبل” إلى إجراءات قسرية، مثل تخفيض الأسعار وإطلاق نسخ منخفضة التكاليف، لمواجهة تراجع المبيعات.
وأشار إلى أن الشعور الوطني يلعب دورًا في تفضيل المستهلكين للمنتجات المحلية، وأن سرعة الابتكار في الصين أدت إلى تضييق الفجوة مع الشركات الأميركية. ومع ذلك، لا تزال أبل تتمتع بولاء كبير من عملائها، حيث يلتزم 92% منهم بترقية أجهزتهم إلى أحدث إصدارات أبل.
وفيما يتعلق بنهاية العصر الذهبي للهواتف النقالة، أوضح البناو أن حجم شحنات الهواتف النقالة بلغ ذروته في عام 2016، وأن هناك مؤشرات على تراجع الطلب على الهواتف النقالة بسبب الاعتماد المتزايد على المساعدات الصوتية والساعات الذكية.
وأفاد بأن 25% من تطبيقات الهاتف لن يتم استخدامها عبر الهاتف بحلول عام 2027، بسبب الاعتماد على المساعدين الذكيين.
تراجع حاد في شحنات الهواتف الذكية من الشركات الأجنبية في الصين
