مع الاستعداد في منطقة الشرق الأوسط لانطلاق فعاليات معرض ومؤتمر جيسيك العالمي 2024، الذي يعد أكبر منتدى للأمن السيبراني والأكثر تأثيراً في المنطقة، يستمر الذكاء الاصطناعي في الظهور كموضوع ساخن في النقاشات ضمن هذا المجال.
وينعقد معرض ومؤتمر جيسيك العالمي 2024 تحت شعار “المرونة السيبرانية القائمة على الذكاء الاصطناعي” في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 23 إلى 25 أبريل الجاري، ويشهد مشاركة أكثر من 750 من أكبر العلامات التجارية في مجال الأمن السيبراني في العالم، بالإضافة إلى أكثر من 350 متحدثاً عالمياً في مجال الأمن السيبراني. و1000 مخترق (هاكر) أخلاقي من مختلف أرجاء العالم يجتمعون في دولة الإمارات العربية المتحدة لمواجهة التحديات والتوجهات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتي تشكل مستقبل التكنولوجيا.
الإمساك بسيف ذي حدين
يعتقد تشارلز بروكس، رئيس شركة Brooks Consulting International والأستاذ المساعد في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، أن الأمن السيبراني يتأثر بالفعل “بشكل كبير” بالذكاء الاصطناعي.
وقال بروكس، الذي يحضر ضمن قائمة المتحدثين على منصة معرض ومؤتمر جيسيك العالمي: “يتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على جعل اكتشاف التهديدات السيبرانية وتحديد هويتها أكثر سرعة. إن البرامج والمنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تفحص الملفات والبيانات لتحديد الاتصالات غير المصرح بها ومحاولات الاتصال، والاستخدام غير الطبيعي أو الضار لبيانات الاعتماد، ومحاولات تسجيل الدخول بالقوة، وحركة البيانات غير العادية، وتسرب البيانات. وهذا يمكّن الشركات من استخلاص استنتاجات من الإحصاءات والحماية من الحالات الشاذة قبل اكتشافها وإصلاحها.
ومع توافر الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع وتأثيرها الكبير على إمكانية الوصول، يحذر بروكس أيضاً من العيوب التي تواجهها الشركات، مشدداً على أنه يمكن للجهات الإجرامية استخدام الذكاء الاصطناعي الخبيث لإخفاء البرامج الضارة في البرامج التي يتم تنزيلها بشكل شائع.
اقرا ايضا: ديلويت تكشف دور الشراكة في مكافحة الجريمة المالية
وفقاً لبروكس، يستطيع المهاجمون الحصول على بيانات المستخدم، ومن ضمن ذلك مزايا إدارة الهوية، باستخدام هجمات ذاتية التنفيذ مؤجلة يتم تنشيطها بعد فترة زمنية معينة.
وأضاف بروكس: “يمكن للذكاء الاصطناعي الخبيث أن يمكّن البرمجيات الخبيثة الذكية من التعلم من العمليات الناجحة وغير الناجحة. وبعد ذلك، يمكن للبرامج الضارة الذكية العثور على الثغرات الموجودة في الأنظمة والاستفادة منها، ونشر نفسها من خلال تجربة أنواع مختلفة من الهجمات، والتكيف مع الإجراءات المضادة”.
صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي يطرح أسئلة بلا أجوبة
ربما يكون أبرز ما في مشهد الذكاء الاصطناعي هو ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي. ستكون Vectra AI، المنصة الرائدة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وتقدم خدمات الكشف عن الهجمات والتحقيق فيها والاستجابة لها، واحدة من 750 علامة تجارية عارضة من حوالي 100 دولة في معرض ومؤتمر جيسيك العالمي 2024. وقد قادت المجموعة الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني منذ عام 2012.
يسلط كريستيان بورست، المدير التنفيذي للتكنولوجيا في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة Vectra AI، الضوء على التأثير الإيجابي للذكاء الاصطناعي التوليدي على عمليات الأمن السيبراني. وقال بورست: “مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل Bart وChatGPT، وصل الذكاء الاصطناعي إلى العديد من جوانب حياتنا. يتم استخدام هذه التطبيقات الجديدة بشكل جيد، ما يتيح لمستخدم تكنولوجيا الأمن السيبراني اتخاذ قرارات أسرع وأفضل”.
“ولكن هناك بعض الأمور المجهولة أيضاً، حيث يفسح مشهد الأمن السيبراني المتطور باستمرار المجال أمام نقاط الضعف، وبالتالي يقدم فرصاً غير متوقعة للمهاجمين”.
“لقد حظي الذكاء الاصطناعي التوليدي بترحيب كبير من جانب المخترقين المجرمين على وجه الخصوص، والذين قد يستخدمون التكنولوجيا لتحقيق مكاسب لكتابة تعليمات برمجية ضارة، وإنشاء برامج ضارة غير قابلة للاكتشاف، والهندسة الاجتماعية لتجاوز أمان كلمة المرور. وأكبر مشكلة يواجهها المدافعون هي أن الذكاء الاصطناعي التوليدي أصبح منتشراً في كل مكان وسهل الاستخدام، ما يعني أن المتسللين لا يحتاجون إلى مستوى عالٍ من التدريب أو الخبرة لإحداث الفوضى في الأنظمة.
وأضاف بروكس: “ساهمت الحوسبة الكمومية أيضاً بدور في إثارة حالة من عدم اليقين عبر مشهد الأمن السيبراني الدولي، نظراً لتطورها السريع وقدراتها على فك التشفير. أن أي شركة تستخدم أدوات التشفير العادية تواجه تهديداً خطيراً من أجهزة الكمبيوتر الكمومية، والتي يمكنها اختراق التقنيات التي تستخدمها أجهزة الكمبيوتر التقليدية”.
الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في تحديد وضع الأمن السيبراني في العالم
على الرغم من الوعي الجماعي بالتحديات الجديدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، فإن خبراء الأمن السيبراني من جميع أنحاء العالم متفائلون بشأن الفرص التي ستجلبها هذه الحلول التكنولوجية الجديدة لمستقبل الصناعة.
وقال بورست: “إن تطبيق الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي هو الابتكار في أفضل حالاته. هذا يتطلب الرغبة في أن تكون في المقدمة لتكون ناجحاً. وعلى وجه الخصوص في مجال الأمن السيبراني، الذي يعتبر من المشاريع المهمة في مجال الأمان، قد لا تكون المخاطرة في مقدمة الأولويات بالنسبة للكثيرين. لكن قيادة ثورة الذكاء الاصطناعي تتطلب عقلية ريادة الأعمال، وأعتقد أن الدول هنا في الشرق الأوسط تبدي اهتماماً هائلاً وتوجهاً مستمراً لبلوغ الريادة في الأساليب التكنولوجية التقليدية”.