“ميتا” تفتح أبواب الإعلانات على “واتساب”

بعد أكثر من عقد من الاستحواذ على “واتساب” مقابل 19 مليار دولار، أعلنت “ميتا بلاتفورمز” عن بدء طرح الإعلانات على تطبيق المراسلة الشهير، في خطوة تُشكل تحولًا جذريًا في نموذج عمل المنصة التي لطالما ابتعدت عن الإعلانات.

الشركة أوضحت يوم أمس الإثنين أن الشركات ستتمكن من عرض إعلانات الحالة ضمن تبويب “التحديثات”، وهي ميزة تهدف لدفع المستخدمين للتفاعل مع العلامات التجارية دون التدخل في خصوصية المحادثات الشخصية. كما تعتزم ميتا تحقيق الدخل من قنوات واتساب عبر إعلانات البحث وإتاحة الاشتراكات المدفوعة للوصول إلى محتوى حصري.

التحرك يأتي في ظل سعي الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ لتحويل “واتساب” إلى “الفصل التالي” في استراتيجية الشركة، كما صرح سابقًا. ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها استجابة لتباطؤ النمو في عوائد الإعلانات من التطبيقات التقليدية مثل فيسبوك وإنستغرام، إضافة إلى رغبة ميتا في تعظيم العائد على أكبر عملية استحواذ في تاريخها.

اقرا ايضا: النفط يرتفع مع تنامي المخاوف بشأن الإمدادات في الشرق الأوسط

ورغم النمو العالمي الكبير للتطبيق، والذي تخطى حاجز الـ3 مليارات مستخدم شهريًا، ظل واتساب حتى الآن خاليًا من الإعلانات – عكس بقية تطبيقات الشركة. ويعود ذلك إلى تمسك مؤسسيه، جان كوم وبريان أكتون، بمبدأ الخصوصية ورفض الإعلانات، وهو ما أدى لاحقًا إلى مغادرتهما الشركة بعد خلافات مع الإدارة التنفيذية.

وبحسب الشركة، فإن التحديثات الجديدة ستتيح للشركات تعزيز ظهور قنواتها عبر محرك البحث داخل واتساب، على غرار نموذج الإعلانات في متاجر التطبيقات. كما سيتمكن مديرو القنوات من فرض رسوم اشتراك، في حين لن تحصل ميتا على نسبة من هذه الرسوم في المرحلة الأولى، لكنها تخطط لاحقًا لاقتطاع 10% منها.

وتأتي هذه التحركات في وقت تخوض فيه ميتا معارك قانونية أمام لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية بشأن استحواذاتها الكبرى، في وقت تواصل فيه أيضًا تنويع مصادر دخلها وسط ضغوط تنظيمية وتنافسية.

وبينما لا تفصح ميتا عن إيرادات واتساب بشكل منفصل، تُقدَّر مداخيله الحالية من الخدمات الموجهة للشركات بين 500 مليون ومليار دولار سنويًا، وفقًا لتقديرات محللين. لكن مع دخول الإعلانات والاشتراكات، قد يكون التطبيق على أعتاب مرحلة جديدة من النمو المالي.

Exit mobile version