تحديات عديدة تواجه اقتصاد كوريا الجنوبية
دخلت كوريا الجنوبية رابع أكبر اقتصاد في آسيا في اضطرابات سياسية مؤقتة، بعد إعلان رئيس الجمهورية الأحكام العرفية لعدة ساعات قبل أن يعلن عزمه التراجع عنها بعد مقاومة البرلمان، في وقت تعاني فيه من تحديات التباطؤ الاقتصادي وضعف في سوق العمل.
وشهد الاقتصاد الكوري الجنوبي تباطؤًا مستمرًا في النمو منذ عام 1998، مع توقعات تشير إلى أن متوسط النمو خلال 5 سنوات ستقل عن 2% لأول مرة في تاريخ البلاد، في ظل أن النمو سيكون دون 2% العامين المقبلين.
وتواجه كوريا الجنوبية منافسة متزايدة من الصين، التي تفوقت عليها في الحصة السوقية في 7 من أصل 8 صناعات رئيسية، بما في ذلك أشباه الموصلات، وبناء السفن، والصلب، فيما تحافظ فقط على تفوق ضيق في قطاع البتروكيماويات.
يضاف إلى ذلك المشكلات الهيكلية، مثل شيخوخة السكان والاعتماد الكبير على الصادرات، مما يزيد من صعوبة تأقلم النموذج الاقتصادي الكوري مع التحديات الجديدة، بحسب ما نقلته صحيفة “تشوسان” المحلية.
وتعاني سوق الأسهم الكوري الجنوبي من أحد أسوأ التراجعات في تاريخه، حيث سجل مؤشرا “كوسبي” و”كوسداك” خسائر في 8 من أصل 11 شهرًا خلال عام 2024، وهي سلسلة لم تشهدها الأسواق منذ فقاعة التكنولوجيا في عام 2000، ويتوقع المحللون عدم وجود فرصة لتعافٍ في نهاية العام ما لم تشهد الصناعات الرئيسية، مثل أشباه الموصلات، تحسنًا واضحًا.
أصدر بنك كوريا تقريرًا يشير إلى ارتفاع حاد في عدد السكان اقتصاديًا غير النشطين، خاصة بين الشباب في العشرينيات والثلاثينيات ممن لديهم خبرة عمل سابقة، وأظهر التقرير أن نسبة الأشخاص الذين يأخذون “استراحة” من سوق العمل زادت بنسبة 25% على أساس سنوي، وعزا هذا الاتجاه إلى عدم التوافق بين المهارات والوظائف المتاحة، إضافة إلى تفضيل أصحاب العمل للموظفين ذوي الخبرة.
اقرا ايضا: الذهب مستقر مع ترقب الأسواق بيانات الوظائف الأميركية
وحذر من الخسائر المحتملة طويلة الأجل في سوق العمل ما لم يتم تنفيذ تدخلات سياسية فعالة لمواجهة التحديات.
ارتفع معدل التضخم في كوريا الجنوبية في نوفمبر إلى 1.5% على أساس سنوي، بعد تسجيل أدنى مستوى له خلال 45 شهرًا فى أكتوبر، حيث تواجه البلاد تحديات ناجمة عن ضعف العملة الكورية “الوون” وتباطؤ الصادرات، وكان الرقم المسجل أعلى من معدل التضخم في أكتوبر الذي بلغ 1.3%، ولكنه جاء أقل من توقعات الاقتصاديين التي أشارت إلى 1.7%، وفقًا لاستطلاع أجرته وكالة رويترز.
وقام البنك المركزي في كوريا الجنوبية بخفض غير متوقع في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3%، وهو أول مرة يُجري فيها بنك كوريا تخفيضين متتاليين منذ عام 2009.
وذكر البنك في بيان أن هذا الخفض يهدف إلى “التخفيف من المخاطر الاقتصادية السلبية”.
فيما يتعلق بالتضخم، أوضح البنك في بيانه أن الأسعار استقرت، ومن المتوقع أن تظل مستقرة بفضل انخفاض أسعار النفط العالمية وضعف ضغوط الطلب.
كما خفض بنك كوريا توقعاته لمعدل التضخم العام لعامي 2024 و2025 إلى 2.3% و1.9% على التوالي، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى 2.5% و2.1%.
وأضاف البنك: “من المحتمل أن يتأثر مسار التضخم في المستقبل بحركات أسعار الصرف وأسعار النفط العالمية، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي داخل البلاد وخارجها، والتعديلات في رسوم المرافق العامة“.