
صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ضغوطه على الجمهوريين في مجلس النواب “الكونغرس”، في مسعى لدفعهم نحو تمرير مشروع قانون ضريبي شامل، يُتوقع أن يمدد تخفيضات ضريبية بمليارات الدولارات ويقلص الإنفاق الحكومي، وسط انقسامات حادة تهدد بتأجيل إقراره.
ترامب الذي زار مبنى الكابيتول الثلاثاء، وصف المشروع بأنه “كبير وجميل”، محذرًا من أن عدم تمريره يعني عمليًا انتهاء التخفيضات الضريبية التي أقرت عام 2017، قائلاً: “إما أن تقروا هذا، أو تواجهون زيادة ضريبية بنسبة 68%”، بحسب ما نقلته “فاينانشال تايمز“.
يمتلك الجمهوريون أغلبية ضئيلة في المجلس (220 مقابل 213 للديمقراطيين)، ما يمنح هامش مناورة محدود للغاية في ظل تصاعد الخلافات داخل الحزب، لا سيما بشأن إعفاءات الطاقة النظيفة، وشروط العمل للرعاية الصحية، وخصم الضرائب المحلية الذي يصب غالبًا في صالح الولايات ذات الغالبية الديمقراطية.
مزايا ضريبية وإنفاق دفاعي مقابل خفض برامج بايدن
تشمل الحزمة تمديد تخفيضات ضريبة الدخل، وزيادة الائتمان الضريبي للأطفال، وتخفيضات على البقشيش وساعات العمل الإضافية، في بنود تمثل محورًا رئيسيًا في حملة ترامب الرئاسية لعام 2024. كما تتضمن زيادات في الإنفاق العسكري وأمن الحدود، مقابل تقليص مئات المليارات من الإنفاق على برامج الصحة والطاقة النظيفة.
اقرا ايضا: الاتحاد الأوروبي يعلن رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا
لكن المشروع لا يشمل بنودًا كان ترامب يضغط لتمريرها، من بينها فرض ضرائب أعلى على مديري صناديق التحوط. بالمقابل، تشمل الخطة ضرائب جديدة على استثمارات الجامعات الخاصة وبعض المؤسسات الخيرية.
عبء على الدين العام وقلق الأسواق
تقدّر لجنة الميزانية الفيدرالية – هيئة غير حزبية – أن المشروع قد يرفع الدين القومي الأميركي بأكثر من 3.3 تريليون دولار خلال العقد المقبل، ما أثار مخاوف المستثمرين بشأن استدامة المالية العامة. ويأتي ذلك بعد أيام من خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة، وهو ما انعكس في ارتفاع عوائد السندات طويلة الأجل.
وفي محاولة لاسترضاء الجناح المعتدل، أكد ترامب أن المشروع لا يتضمن خفضًا “لأي شيء ذي معنى”، بل يركز على “الهدر وسوء الاستخدام”. فيما قال مدير مكتب الميزانية والإدارة، راسل فوت، إن المشروع يضم أكبر خفض في الإنفاق منذ ثلاثة عقود.
المحافظون يطالبون بالمزيد.. والانقسامات مستمرة
رغم جهود ترامب، لا تزال الانقسامات الداخلية قائمة. فقد انتقد النائب الجمهوري توماس ماسي، المشروع، معتبرًا أن خصومات الضرائب تصب لصالح “الليبراليين الأثرياء” في الولايات الزرقاء، وتتناقض مع سياسات ترامب خلال ولايته الأولى.
من جهته، قال النائب الجمهوري داستي جونسون إن ترامب كان واضحًا في مطلبه بضرورة تمرير المشروع، مضيفًا: “يريد منا أن نتوقف عن العبث”. إلا أن بعض نواب نيويورك، مثل مايك لولر ونيك لالوتا، أكدوا أن التعديلات الحالية لا تزال غير كافية.
ترامب يصعّد ضغوطه على الجمهوريين لتمرير حزمة ضريبية كبرى