أخبار

“حافلات البرد”.. أمل المشردين في شوارع أكبر الاقتصادات الأوروبية

ينطلق المتطوعون بالحافلات كل ليلة في مدن ألمانيا التي تعتبر أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، إلى أن يعثروا على شخص يعتقدون أنه يحتاج إلى مساعدتهم، أو إلى أن يتصل بهم هاتفيا شخص طالبا منهم القدوم إلى موقع ما، وذلك في إطار مبادرة “حافلات البرد” التي تهدف إلى تقديم الإغاثة للأشخاص المشردين في المدن الألمانية خلال الأشهر شديدة البرودة.

وفي هذه الحالة يتوجهون إلى مكان الشخص النائم في العراء، ويقدمون له البطاطين والمشروبات الساخنة والوجبات، بالإضافة إلى طرح خيار نقله إلى مأوى للمشردين.

ويقول المتطوعون إنه في الليالي قارسة البرودة، يتلقى مركز الاتصال بالمنظمة اتصالا هاتفيا كل دقيقة.

ويستخدم مركز الاتصال برنامجا بالألوان لتحديد شدة وإلحاح كل حالة، فيعني اللون الأخضر أن الحالة لا تتطلب التدخل في الحال، لأن الشخص قد يكون جالسا داخل مكان دافىء مثل المستشفى.

اقرا ايضا: “الخضر الألماني” يروج لصندوق بـ 40 مليار يورو لدعم الاقتصاد

ويعني اللون الأصفر أن الحالة عاجلة، أما اللون الأحمر فيشير إلى أنها عاجلة للغاية، وفي هذه الحالة الأخيرة قد “يكون الشخص مرتديا تي شيرت ويسير حافيا وسط هذا الطقس شديد البرودة“.

وتقول فرانزي وهي من بين المتطوعين، إنها تحاول دائما أن تصحب أولئك الأشخاص إلى أماكن لإيواء الحالات الطارئة، على أن تكون قريبة من أماكن تواجدهم، حيث أن الأشخاص المشردين “يحرصون في الغالب على التمسك بالإقامة في مناطق يعهدونها”، وإذا لم يتحقق ذلك وتم إدخالهم في مراكز إيواء بعيدة عن المناطق التي اعتادوا عليها، فسنجدهم يقطعون مسافات طويلة للعودة إليها في اليوم التالي من دخولهم مراكز الإيواء البعيدة.

وتشير فرانزي إلى أن “الناس معرضون للخروج من عباءة المجتمع بسرعة شديدة”، ويتمثل دافعها في أن تؤكد لأولئك الأشخاص إنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الظروف، وأنه بإمكانهم استعادة قدر من كرامتهم، وقد يعني ذلك أحيانا مجرد إتاحة فرصة الإصغاء إليهم.

“حافلات البرد”.. أمل المشردين في شوارع أكبر الاقتصادات الأوروبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى