خبيرة في ستاندرد تشارترد تحذر من تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على اقتصاديات المنطقة

المنامة /المنصة الاقتصادية/ حذرت كارلا سليم، كبيرة الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان في بنك “ستاندرد تشارترد”، من أن الموجة الجديدة من الرسوم الجمركية الأمريكية، رغم تعليقها المؤقت، قد تُلقي بظلالها على اقتصادات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأكدت سليم خلال مشاركتها في جلسة حوارية نظمها البنك في البحرين، أن التأثيرات المرتقبة قد تطال تدفقات التجارة الإقليمية، رغم ما تتمتع به بعض اقتصادات المنطقة من استقرار نسبي. وأشارت إلى أن فرض رسوم أساسية بنسبة 10% على واردات عدد من دول الخليج ومصر يعكس حجم الفوائض التجارية الحالية مع واشنطن.
ورغم استثناء صادرات الطاقة، بما يشمل النفط والغاز والمنتجات المكررة والمعادن الحيوية، من هذه الرسوم، إلا أن التدابير الجديدة طالت قطاعات مثل الصلب والألمنيوم، التي تُعد البحرين والإمارات من المصدرين الرئيسيين لها.
اقرا ايضا: خسائر حادة لأسواق الأسهم الخليجية
وقالت سليم إن أسعار النفط الحالية، التي تدور حول 65 دولاراً للبرميل، تمنح دولاً مثل قطر، الإمارات، وسلطنة عمان هامشاً مالياً مريحاً يعزز قدرتها على مواجهة التقلبات الاقتصادية، لكنها حذّرت من مخاطر مستمرة ترتبط بأسواق الصرف والتقلبات الجيوسياسية.
وأضافت: “في ظل إعادة تشكّل خريطة التجارة العالمية، يمكن لدول المنطقة، خاصة الخليجية، أن تستفيد من الفرص الجديدة لتعزيز الشراكات مع اقتصادات الجنوب، وتكريس مكانتها كمراكز محورية في سلاسل التوريد الدولية.”
واستعرضت الجلسة، التي شارك فيها عدد من كبار التنفيذيين والخبراء الماليين، أبرز التحديات التي تواجه الأسواق الناشئة، إضافة إلى جهود تعزيز مرونة اقتصادات المنطقة من خلال مبادرات مثل اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أطلقتها الإمارات.

من جهتها، افتتحت رولا أبو منة، الرئيس التنفيذي لـ”ستاندرد تشارترد” في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان، الفعالية بكلمة أكدت فيها التزام البنك بدعم التحول الاقتصادي الإقليمي. كما شارك في الجلسة محمد فيروز، رئيس “ستاندرد تشارترد فنتشرز” في الشرق الأوسط.
وفي ختام الفعالية، صرّح بطرس كلنك، الرئيس التنفيذي للبنك في البحرين: “نحن ملتزمون بدورنا كمحور لحوارات استراتيجية تسهم في ربط التوجهات الاقتصادية العالمية بأولويات التنمية المحلية، وتعزيز مكانة البحرين في منظومة التمويل الدولي.”
ويواصل “ستاندرد تشارترد” جهوده في إطلاق مبادرات معرفية تدعم استكشاف مستقبل التمويل والاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتعزز جاهزية الأسواق الإقليمية لمواجهة تحولات الاقتصاد العالمي.