أصدر مكتب الاستثمار العالمي لمجموعة ستاندرد تشارترد تقريره عن التوقعات الاقتصادية لعام 2024، والذي يحدد فيه استراتيجيته الاستثمارية للعام، حيث عقد ممثلون عن البنك لقاء مع مستثمرين ومهتمين في مملكة البحرين لعرض النقاط الواردة في التقرير.
وفي هذا التقرير يتنبأ مكتب الاستثمار بحدوث تباطؤًا حادًا في النمو وتراجعًا في التضخم بالولايات المتحدة والاقتصادات الرئيسية الأخرى خلال عام 2024، كما توقع أن تبدأ أسواق الأسهم والسندات بشكل إيجابي مدعومةً بآمال “الهبوط الناعم” والذي يعني التباطؤ المتعمد في النمو الاقتصادي بهدف تجنب الركود، إضافة إلى تغيير السياسة النقدية للبنوك المركزية نحو دعم النمو، ومع ذلك، فإن الأسواق ستظل تحت المراقبة في حال تحول الظروف الاقتصادية نحو تحقيق “هبوط قاسي”، وهو سيناريو يتضمن ركودًا اقتصاديًا.
وفي ظل الظروف الحالية يعتقد المكتب أن الاستثمار في عام 2024 يتطلب موازنة بين تطور السيناريو الاقتصادي الكلي وتحديد مدى جاذبية مخاطر أو عوائد فئات الأصول، وبالنسبة لاستثمارات المؤسسات، وهي نموذج يمكن استخدامه كنقطة بداية لبناء محفظة استثمارية متنوعة، فالمكتب ينصح بالتركيز على سندات حكومات أسواق الدول المتقدمة عالية الجودة، خاصة طويلة الأجل، وذلك لأنها توفر حماية جيدة من التقلبات الاقتصادية، بالإضافة إلى إمكانية تحقيق مكاسب طويلة الأجل، إضافة للأسهم العالمية في بداية عام 2024، بقيادة الولايات المتحدة واليابان وعلى نطاق أوسع، وأيضاً الأسهم والسندات العالمية، والتي من المرجح أن تحقق أداءً يفوق الأداء النقدي.
اقرا ايضا: الدولار عند أعلى مستوى خلال شهر مع تراجع الآمال بخفض الفائدة
كما أشار المكتب في توقعاته إلى أن تخصيصات الفرص الاستثمارية يجب أن تركز على التنويع القطاعي لجني العوائد قصيرة الأجل، وتتمثل استراتيجيات الاستثمار الرئيسية الثلاثة في شراء قطاعات أسهم الاتصالات والتقنية والرعاية الصحية بالولايات المتحدة، وشراء قطاعات السلع الكمالية والاتصالات والتقنية في الصين، إضافة إلى الاستفادة من تقلبات سعر صرف الدولار الأمريكي.
وفي هذا الإطار أكد السيد ستيف بريس، رئيس الاستثمار العالمي في ستاندرد تشارترد، أن على المستثمرين مراعاة أهدافهم الاستثمارية وآفاقهم الزمنية وقدرتهم على تحمل تراجعات المحفظة، وأضاف: “مفتاح الاستثمار الناجح هو الانضباط وعدم الاضطرار إلى البيع بسبب احتياجات عاطفية أو مالية، وأيضاً تجنب الخسائر الكبيرة والدائمة، حيث يضع تقريرنا الاستشرافي الأخير بين يدي المستثمرين خريطة طريق وسط ظروف 2024 المتقلبة. في هذا التقرير نحن لا نقدم أجوبة قاطعة، بل أسئلة حيوية تدعو للتفكير، وتوجيهات تهدف إلى تمكينهم من توزيع أصولهم بكفاءة لتحقيق أقصى العوائد في خضم عالم تكتنفه غيوم عدم اليقين”.