
رفضت شركات طيران صينية استلام طائرات جديدة من شركة “بوينغ” الأميركية، بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الولايات المتحدة، في خطوة أثارت قلقاً بشأن مستقبل الصفقات الجوية بين الجانبين.
وأكدت كيلي أورتبرغ، الرئيسة التنفيذية لشركة بوينغ، أن عدة عملاء صينيين أبلغوا الشركة برفضهم استلام الطائرات الجديدة المخصصة لهم، وذلك في مكالمة هاتفية مع المستثمرين عقب إعلان نتائج الربع الأول. وقالت: “بسبب الرسوم الجمركية، أشار العديد من عملائنا في الصين إلى أنهم لن يتسلموا طائراتنا“.
وشددت أورتبرغ على أن الصين تُعد السوق الوحيدة التي تواجه فيها بوينغ هذا النوع من الإشكاليات، وأوضحت أن الشركة ستعيد توجيه هذه الطائرات إلى عملاء آخرين حول العالم، في ظل نقص الطائرات التجارية الجديدة.
وكانت ثلاث طائرات من طراز “737 ماكس 8” موجهة للسوق الصينية قد عادت بالفعل إلى الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية. وأظهرت بيانات الطيران أن إحدى هذه الطائرات، التي كانت مخصصة لشركة “إير تشاينا”، غادرت منشأة بوينغ في مدينة تشوشان بالصين متجهة إلى جزيرة غوام الأميركية.
اقرا ايضا: “إس اند بي” تخفّض النظرة المستقبلية للبحرين من “مستقرة” إلى “سلبية”
من جهته، قال برايان ويست، المدير المالي للشركة، إن الصين تشكل نحو 10% من إجمالي الطلبات المتراكمة لدى بوينغ، مضيفاً أن الشركة كانت تخطط لتسليم حوالي 50 طائرة جديدة إلى الصين خلال الفترة المتبقية من العام، لكنها بدأت فعلياً في تقييم خيارات إعادة تسويق 41 طائرة تم تصنيعها أو قيد التصنيع.
وأشار ويست إلى أن هناك نحو 36 طائرة مخصصة لعملاء صينيين ما زالت موجودة في الولايات المتحدة في مراحل مختلفة من الإنتاج والاختبار.
وتأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه بوينغ إلى تسريع وتيرة الإنتاج وتعويض خسائر سابقة، حيث أعلنت الشركة أنها تمكنت من تقليص خسائرها الفصلية إلى 16 سنتاً للسهم خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بخسائر بلغت 56 سنتاً في الفترة ذاتها من العام الماضي.
ورغم التوترات التجارية، أبدت واشنطن هذا الأسبوع انفتاحاً على تهدئة الحرب التجارية، ووصفت الرسوم الجمركية الحالية بين الجانبين بأنها “غير مستدامة”. إلا أن محللين يرون أن حالة الغموض حول مستقبل الرسوم قد تؤدي إلى تأجيلات إضافية في تسليم الطائرات، في وقت تواجه فيه بوينغ تحديات على أكثر من جبهة.